الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

لآجل روما Per Roma : رسالة من الملك توتي إلى حبيبته!

https://m.soundcloud.com/http-soundcloud-com-lds/now-we-are-free-gladiator
ركب سماعات وأبدا، لو مطوع سيبك من الموسيقى ولو انت عميق اعملك كوفي عشان بس الجو وكذا

.
.

لآجل روما Per Roma



#تمهيد ..
لذلك الذي يودع اليوم غاليه؛
دع الألم يتغلغل في القوة, لأننا أقسمنا بالأطفال وأقسمنا بالمقابر بأن لا أحد يستطيع اجبارنا على الانحناء
- انا اخماتوفا

#الرسالة_المقدسة ..
إنجيل كرة القدم - ( ملك روما )



قبل 27 سنة كان هناك من طرق باب شقتنا في روما، والدتي فيوريلا ذهبت لترى من على الباب. من كان في الجهة المقابلة للباب كان تعريف لمصير مهنتي الاحترافية كلاعب كرة القدم.

عندما فتحت امي الباب، قام مجموعة من الرجال بتعريف أنفسهم كمدراء لكرة القدم، لكنهم لم يكونوا من روما كانوا يرتدون الأحمر والأسود. لقد كانوا من نادي إي سي ميلان. وقد أرادوا أن ألعب لفريقهم بأي ثمن.

امي قامت بإسقاط يديها، ماذا تعتقد أنها قالت لهؤلاء الرجال المحترمين؟
عندما تكون ولد في العاصمة روما، لديك خيارين متاحين فقط، اما ان تكون أحمر اما ان تكون ازرق، روما أو لاتسيو لكن في عائلتنا، هناك خيار واحد فقط متاح.

انا للأسف لم أستطع أن اتعرف على جدي بشكل أكبر لأنه كان قد توفي عندما كنت ولد صغير، لكنه تركني بهدية عظيمة جدا، من حسن حظي أن جدي "جيانلوكا" كان مشجع روماوي قدير وكان قد ورث هذه الحب العظيم لوالدي والذي بدوره قام بتربيتنا انا وأخي على هذا الحب الازلي الذي يسري في دماء العائلة. عشقنا لروما بدأ منذ زمن بعيد وسيستمر للأبد. روما أكثر من مجرد نادي كرة قدم، روما كان جزء من عائلتنا من ارثنا، من دمائنا، من أرواحنا.

لم يتسنى لنا أن نشاهد الكثير من المباريات على التلفاز لأنه حتى في العاصمة روما لم يكن ذلك متاح بشكل واسع في الثمانينات. لكن عندما كان عمري 7 سنوات، حصل والدي اخيرا على تذاكر لمشاهدة ال Lupi "الذئاب" في استاذ الاولمبيكو. إلى الآن استطيع ان اغمض اعيني واستذكر ذلك الشعور. الألوان، الأناشيد، القنابل الدخانية وهي تنطلق، لقد كنت طفل مليئ بالحياة لمجرد التواجد في ذلك الملعب العظيم حول الآخرين من عشاق روما أشعل في داخلي شيء ما، إلى الآن أنا عاجز على وصف تلك التجربة..

Bellissimo.
نعمة

هي الكلمة الوحيدة الصحيحة لذلك الشعور

في محيط الجزء الخاص بنا في المدينة في سانت جيوفاني، لا أعتقد أن أحدا ما قد سبق وشاهدني بدون كرة قدم بحوزتي سواء في يدي أو بين قدماي. في الشوارع  الحصوية، بين الشوارع المحيطة للكتدرائيات، في الأزقة، في أي مكان - كنا نلعب كرة القدم.

حتى كولد صغير، كان كرة القدم أكثر من مجرد عشق بالنسبة لي، لطالما كنت أملك طموح بناء مسيرة كروية احترافية، لقد بدأت ممارسة الكرة مع أندية البراعم، كنت أملك ملصقات جدارية كبيرة وقصاصات من الصحف للأسطورة "جياني" كابتن روما، في جدران غرفة نومي، لقد كان أيقونة، رمز حقيقي، لقد كان ولد صغير من روما، مثلنا جميعا.

وعند إذن عندما أصبح عمري 13 عام، كانت هناك تلك القرعة على باب شقتنا. الرجال من نادي اي سي ميلان طلبوا مني أن انظم إلى فريقهم الكروي . فرصة عظيمة أن انطلق بمسيرتي الكروي في نادي إيطالي من عمالقة الكرة، ماذا يجب علي أن أختار؟

حسنا، لم يكن القرار قراري، في حقيقة الأمر

"ماما" كانت الزعيم في البيت . في الحقيقة هي لا تزال الزعيم إلى الآن. لقد كانت مقربة جدا من أولادها الصبيان، دعنا نقول. مثل أي أم إيطالية، لقد كانت محافظة بشكل مبالغ بعض الشيء. كانت رافضة أن تسمح لي أن أترك المنزل خوفاً منها أن مكروه قد يصيبني وانا بعيد عن المنزل.



"لا لا" قالت لمدراء النادي، هذا هذا كل ما قالته لهم، "لا يعجبني العرض لا لا" و تلك كانت النهاية، اول صفقة انتقال لي تم رفضها بواسطة الزعيم في المنزل .

والدي كان يأخذني انا وأخي إلى مبارياتنا في عطلة نهاية الأسبوع، لكن من الاثنين إلى الجمعة، "ماما" كانت المسؤولة عن ذلك دائما. لقد كان من الصعب أن نرفض عرض اي سي ميلان. كان الأمر سيعني الكثير من المال لعائلتنا. لكن اخي علمني درس مهم جدا يومها : "منزلك هو أكثر شيء مهم في هذه الحياة"

بعد أسابيع قليلة، بعد أن تم استكشافي في احد مبارياتي الشبابية، نادي روما قدم لي عرض احترافي، انا سوف البس الأصفر والأحمر من الآن فصاعدا.

ماما تعلم، انها ساهمت في مسيرتي الكروية بطرق عديدة لا تحصى. نعم لقد كانت محافظة وهي لا تزال كذلك، لكنها قدمت تضحيات كثيرة من أجل أن أكون على أرض الميدان بشكل يومي، أعلم أن سنوات البداية كانت صعبة جدا عليها .

لقد كانت أمي من تقود السيارة ذهابا وإيابا إلى التمارين، خارج الملعب كانت تنتظرني. كانت تنتظر ساعتين، ثلاث وأحيانا اربع ساعات كاملة بينما كنت اتمرن مع الفريق، كانت تنتظر تحت المطر، في البرد، لم تكن الصعوبات تعني لها شيئا، كانت تنتظر. كانت تنتظرني بينما كنت أحاول أن أحقق أحلامي.



لم أكن أعلم اننا سوف أظهر بقميص روما في أول ظهور رسمي لي في ملعب الاولمبيكو الا قبل 90 دقيقة من انطلاق المباراة. لقد جلست طوال الطريق من مركز التدريب إلى ملعب المباراة وانا في قمة الحماس، أي راحة حصلت عليها خلال نومي في الليلة السابقة كانت قد ذهبت، جماهير روما مختلفين عن الآخرين من جماهير الأندية الأخرى تماما، انت مطالب بالشيء الكثير عندما ترتدي قميص روما خاصة وان كنت ابن المدينة، يجب أن تتبث جدارتك وقيمتك، لا يوجد لديك أي مجال لارتكاب أي أخطاء مهما كانت بسيطة. فأنت تمثل عاصمة إيطاليا.

عندما مشيت إلى أرضية الميدان في أول مباراة رسمية لي، كنت منبهر جدا ومستحوذ بشكل كامل فخراً أنني امثل منزلي. ألعب من أجل جدي، من أجل عائلتي، من أجل روما.

منذ 25 سنة ذلك الضغط - ذلك الامتياز العظيم - لم يتغير ابدا.

بالطبع، كانت هناك بضعة أخطاء ارتكبتها كلاعب، وحتى انه كانت هناك لحظة قبل 12 سنة عندما فكرت جديا بترك نادي روما بالانتقال إلى نادي ريال مدريد، فريق كروي ناجح جدا، ربما الأقوى في العالم وقتها، يطلب منك الانضمام إليه، من الطبيعي أن تبدأ بالتفكير كيف ستكون الحياة في مكان آخر، كيف ستكون التجربة الجديدة، لقد كانت هناك أحاديث بيني وبين رئيس نادي روما، كان متمسك بي جدا في بادئ الأمر ولكنه رضخ في النهاية لرغبتي الشخصية، لكن في النهاية المحادثة التي اجريتها مع عائلتي ذكرتني تماما حول ماهية الحياة.

المنزل هو كل شيء.
Home is everything.


منذ 40 سنة، روما لطالما كانت منزلي، منذ 25 سنة كلاعب كرة قدم، روما كانت منزلي، سواء بالفوز بالسكوديتو أو باللعب في دوري أبطال أوروبا، اتمنى من كل قلبي ان اكون مثلت ورفعت ألوان روما أعلى ما يمكنني فعله، اتمنى أنني جعلتكم فخورين بي.

تستطيع أن تقول أنني رجل يسير بالحياة كما تسير به، بكل بساطة، انا لم انتقل من منزل والداي حتى تمت خطبتي على المرأة التي أصبحت زوجتي، إلاري. لذلك يوما ما عندما سأنظر إلى وقتي هنا وما سأشتاق إليه حقا، أعلم أنها ستكون العادات اليومية الروتينية التي نفعلها دائما . ساعات التدريب الطويلة، الأحاديث الصغيرة في غرف الملابس، لكن اعتقد ان اكثر شيء سأشتاق إليه حقا هو مشاركة القهوة مع زملائي يومياً، ربما إذا عدت يوما ما كأحد إداريي النادي، تلك اللحظات سوف تظل موجودة هناك.

الناس تسألني، لماذا تقضي كل حياتك في روما؟

روما هي عائلتي
هي أصدقائي
الناس الذين احبهم.
روما هي البحر
روما هي الجبال
روما هي الآثار
وبالطبع روما هي الرومان أنفسهم.

روما هي الأحمر والأصفر.

روما، بالنسبة لي، هي العالم.

هذا النادي
هذه المدينة
كانت وستظل حياتي

وداعاً
Sempre.

....

"لأجل روما" Per Roma
رسالة وداعية كتبها الملك في 31 أغسطس الماضي بمناسبة اقتراب إكمال عيد ميلاده الأربعين لحبيبته روما و نزلت الرسالة في موقع The player turbine وهذه الترجمة هي الأولى بالعربية و #حصرية لجروب فوتبول نيردز ،مقدمة لكم من #الشامخ اهداء لكل أعضاء الجروب ❤ وعشاق روما على وجه الخصوص ❤

#خاتمة ...

كُنّا... أنتْ وأنا فقط في فوَّهةِ بُندُقيةِ الزمن، نطلبُ السَّرمديّةَ لبعضِنا.
فقط... كُنا... أنت وأنا، و مُزنة من الدموع وبحرارةِ قلبَينا، كنا نعلنُ نهاية الشتاء.
فقط... كُنا... أنت وأنا، وأمانينا تكرُّ كسُبحةٍ في يد الزمن. عاماً بعد آخر، تسّاقطُ من شجرةِ الحياة ليلةً بعد أخرى، تخرَسُ تطرَشُ.
الزمنُ يفرُّ مِنّا، وقُبيلَ اكتمالِ سيمفونية اللقاء، كانَ يدورُ كرَحى سوداء، ويطحنُ فصولَنا!.
أنت وأنا... فقط .. فصلانِ غافَلا الموت.
أنتَ شتاءٌ وأنا ربيعْ، منكَ أنبَلِجُ وبي تُزهِرُ الحياة.
أنت وأنا... فقط و الزمنُ شحّاذٌ شَرِيد، يقتفي أثَرَنا... يُجيلُ عينيهِ في كل مكان، طريقهُ... نهرٌ بلا نهاية، يطولُ... ويتّسع!.

#خروج ..
إلى الذئب الذي لم يكتب اسمه في المنشور
إلى ملك روما
لأجل روما


محمد أنصاف أنور